مهمة تغير قلب رجل |
بدأت القصة عندما كانت أمينة الفتاة التي في بداية العشرينات من عمرها تستعد
لمغادرة القرية و الذهاب للمدينة من اجل العمل، فتحت باب المنزل و احتضنت أمها و التؤام
الصغار و رحلت ..
و في اليوم التالي
استيقظت مع أذان الفجر لتصلي و تدعو دعوتها المعتادة .. ثم حضرت لنفسها الإفطار و ذهبت
للعمل ..
أمينة كانت تعمل بمهنتين كي تستطيع التكفل بنفسها و بأهلها في القرية ..
كانت تعمل جليسة أطفال صباحا و بائعة أجيرة بأحدي محلات اللعب مساء ..
ذات يوم أنهت عملها مبكرا و قررت أن تتمشي قليلا لتحصل علي بعض الهواء، و أثناء
تمشيتها شاهدت طفلا في حوالي الخامسة من عمره يجلس باكيا وحده علي الرصيف.
ذهبت إليه متلهفة لتسأله عن حاله، ثم قالت : ماذا بك يا صغيري ؟؟؟؟
لم يستطيع الصغير تجميع الكلمات بشكل جيد من كثرت بكاءه، و لكن ما استطاعت فهمه أمينة هي بضعة كلمات تدل
انه أضاع سائق العربة الخاصة به أثناء توقفه .. و لم تعلم أي تفاصيل أخري، ثم أخذت
تتأمل بشكل الفتي الصغير فوجدته صغير الوجه و شعره ناعم الملمس اسود اللون، و
ملابسه أنيقة كما أنها تبدو غالية الثمن و
منها تأكدت أمينة انه يرجع لعائلة غنية ..
نظرت إليه و الابتسامة تعلو وجهها فقد أثارها شكله اللطيف الذي كان يبدو مثل
الدمية الجديدة، و أخذت في محاولة تهدئته .. و أعطته لعبة صغيرة كانت في حقيبتها وأيضا بعض الحلوى التي كانت تحملها دائما .
ثم أمسكت بيديه و أخذت تفكر قليلا فيما عليها فعله , فقررت أخذه للمنزل حتى
صباح الغد ثم تقدم بلاغا للشرطة عن إيجادها لطفل ضائع ..
أتي الصباح .. فقامت بإيقاظ الطفل الصغير الذي كان يبدو جميلا كالملائكة أثناء
نومه , استيقظ الطفل يسأل عن المكان الذي فيه باديا عليه الخوف قليلا , فابتسمت له
ليهدأ ثم سألته عن اسمه و عنوانه ..
قال الصغير بصوت خافت : اسمي جاسر و أنا لا اعرف عنوان القصر الذي أقيم به
,, ثم صمت قليلا و تكلم مرة أخري ولكن نبرة صوته ارتفعت قليلا : و لكني اعرف شكله
من الخارج و لون البوابة أيضا .. إذن هل تستطيعين اخذي إليه الآن ..
ضحكت أمينة من كلامه و ربتت علي رأسه , وقالت : لا تقلق سأفعل ما بوسعي
لتصل إلي اهلك مجددا .
اتصلت أمينة بربة العمل لتخبرها أنها لن تستطيع المجئ اليوم , و أيضا
بصديقتها بمحل لعب الأطفال لتخبرها أن تحل مكانها .
خرجت أمينة من البيت ممسكة جاسر بيدها و هي تحرص عليه , و ذهبت إلي مركز
الشرطة لتقدم بلاغا .. سأل الشرطي جاسر عن اسمه بالكامل , فقال جاسر بصوت هادئ
يرجع للوراء متشبثا أكثر بيد أمينة : اسمي هو جاسر احمد عبدا لله السعودي ..
تفاجئ الشرطي و نهض من مقعده بسرعة حتى انه قام بصدم قدميه بالمكتب و وقع الأرض
وهو يصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
قامت كل أمنية و جاسر بالرجوع خطوة للوراء و أعطياه ظهرهما و ضحكا و هما
يتكتمان الضحكة بوضع أيديهما علي فمهما , قال جاسر و هو يضحك : ياله من رجل أحمق،
علت ضحكات أمينة أكثر بسبب كلمة جاسر ثم أخذت
تكتمها و اعتذرت للشرطي .. لكن شعرت أمينة حينها بالقرب من جاسر و انه يثق بها الآن
كأخته الكبيرة و فرحت كثيرا لذلك ..
بعدها .. قالت أمينة للشرطي : ماذا حدث لردة الفعل هذه ؟؟؟
ثم قال الشرطي : أن هذا الفتي ابن عائلة عبدالله السعودي؟؟؟، علمت أمينة أن هذا الذي يدعي عبدالله السعودي رجل مهم و لكنها لم تتعجب فقد كانت تعلم من قبل أن جاسر ابن عائلة غنية و لها شأن مهم ...
ثم قال الشرطي : أن هذا الفتي ابن عائلة عبدالله السعودي؟؟؟، علمت أمينة أن هذا الذي يدعي عبدالله السعودي رجل مهم و لكنها لم تتعجب فقد كانت تعلم من قبل أن جاسر ابن عائلة غنية و لها شأن مهم ...
قالت أمينة بملامح هادئة : إذن هل تعرف كيف تصل إليهم, فأنا قد وجد...
لم تكمل أمينة جملتها و فوجئت بيد الشرطي تمسكها من ذراعها قائلا بغضب :
أيتها الحمقاء أنتي التي قمتي بأخذ هذا الصبي ؟؟؟ سوف تتلقين عقابا قاسيا جراء
فعلتك هذه ..
فوجئت أمينة بحركة الشرطي اتجاهها، و قالت له بنبرة صوت غاضبة : كيف تجرؤ
علي إمساك يدي، دع يدي فورا و لنتكلم بهدوء ..
غضب جاسر من الشرطي و أسرع ممسكا
ببنطاله نظرا لقصره قائلا : اتركها أيها الشرطي الأحمق .. اتركها .. اتركها حالا وإلا
جعلت أبي يعاقبك ..
صدم الشرطي و ترك يد أمينة ثم رجع خطوة للوراء , قائلا و عينيه تنظر للأسفل
: أنا اعتذر بشدة يا سيدي، فأنا لم اقصد إغضابك و لكني أردت أن أعاقب تلك الفتاة
علي ما فعلته بك، فإن السائق قد رآها و هي تقوم بأخذك من السيارة عند محطة الوقود
...
تغيرت ملامح جاسر فأصبحت جدية و بها بعض الغرور و الثقة , كما انه قام
بالابتعاد عن أمينة قليلا و توجه إلي الشرطي دون الخوف الذي كان باديا عليه من قبل
.. و حينها شعرت أمينة و كأنها تري شخصا
كبيرا بجسد طفل صغير ..
ثم قال جاسر بنبرة صوت هادئة : ليست هي .. أمينة ليست هي الفتاة التي أخذتني،
فقد كانت فتاة أخري و لكني نجحت في الهرب منها ثم تهت و لم أعرف طريق العودة
للمنزل ..
توقف عن الكلام و رجع للوراء باتجاه أمينة و امسك بيديها قائلا بجدية
ممتزجة بقليل من الغضب و هو ينظر بعين الشرطي : أن الفضل يعود لها في المجيء لهنا
.. فبدونها من يعلم، ربما كنت مازلت في الشارع باكيا أو لكان حدث الأسوأ فيقوم
احدهم باختطافي مرة أخري ..
و تابع كلامه : هيا اتصل بأبي الآن و اخبره أنك وجدتني و اطلب منه أن يأتي
إلينا، ثم علت نبرة صوته أكثر : هيا بسرعة أسرع و إلا قمت بمعاقبتك ..
بدا علي أمينة الدهشة لتغير شخصية جاسر تماما .. و نظرت إليه و الدهشة
مازلت تعلو وجهها ..
لاحظ جاسر دهشتها فقال لها : لا تقلقي كل شئ سيكون بخير، أنا هنا معكي
..
ضحكت أمينة بهدوء قائلة: اشعر و كأني الآن أنا الطفلة الضائعة و أنت من وجدتني .. ياله من تبادل ادوار غريب و مفاجئ ..
ضحكت أمينة بهدوء قائلة: اشعر و كأني الآن أنا الطفلة الضائعة و أنت من وجدتني .. ياله من تبادل ادوار غريب و مفاجئ ..
جلسا الاثنان في انتظار والد جاسر و أخذا يتبادلان الحديث و الابتسامة تعلو
وجههما .. كأنهما أخ و أخته فعلا .. كأنهما في عالم خاص لا يوجد به غيرهما ..
ثم دخل رجل في الخمسين من عمره و كان يبدو عليه انه ذو شأن إلي قسم الشرط , و كان كل من يراه يقدم له
التحية باحترام، كان وراءه ست رجال يرتدون بذل سوداء و يفسحون له الطريق ..
اتجه الرجل إلي جاسر باديا عليه القلق و اللهفة .. رآه جاسر فأسرع إليه
,قائلا : أاابي .. , وقاما باحتضان بعضهما بينما يقول الوالد و الدموع تملأ عينيه
: بني .. بني .. هل أنت بخير ؟؟ .. هل أصبت بشئ ؟؟؟
كانت أمينة تنظر إليها و
الابتسامة تعلو وجهها و عينيها بها قليل من الدموع التي كانت علي وشك النزول علي
خدها ..
و بعد اطمئنان الوالد علي طفله الصغير .. قال له : أين تلك الفتاة التي
أنقذتك ؟؟ ........ تعجب جاسر و قال : و كيف علمت بها يا أبي ؟؟؟
قال الوالد : لقد
أخبرني الشرطي بكل شئ عندما اتصل بي ..
قال جاسر
مشيرا إلي أمينة : ها هي يا أبي .. تدعي أمينة و هي طيبة جدا و أنا أحببتها كثيرا
...
اتجه الوالد إلي أمينة مسلما عليها , قائلا : شكرا لك يا أبنتي ...
قالت أمينة بابتسامة
: لا شكر علي واجب يا سيدي فقد أديت واجبي، كما ان جاسر ولد لطيف و قد أحببته
كثيرا ..
عرض والد جاسر (( عبد الله السعودي )) علي أمينة أن يخرجوا من قسم الشرطة و
يذهبوا لمكان آخر للحديث .. وافقت أمينة علي ذلك لكي تتمكن من وداع جاسر بشكل أفضل، و لكن ما اعتقده الوالد أن
موافقة أمينة علي هذا تعني بأنها تريد أجرا علي ما فعلته و لكنه لم يأبه فقد أرجعت
ولده بالسلامة و هي تستحق ذلك ..
خرجوا جميعا من قسم الشرطة و كان جاسر ممسكا بيد أمينة و كلا منهما علي وجهه
ابتسامة قد راقت للوالد كثيرا، فهو لم يري جاسر يبتسم إلا أن كان معه، فقد كان
يتصرف بعدوانية أو انطوائية مع الآخرين، و بدأ ذلك منذ أن توفت أمه، حتى انه يفعل
ذلك مع أخيه الكبير .. شرد قليلا، ثم قال لنفسه : ربما لأن أخيه لم يسبق وأن اظهر
له حبه واهتمامه من قبل، فهو يظهر دائما انه قاسي القلب و جاف المشاعر و عدواني هو
الآخر .. تمني عبد الله السعودي لو أن يكون هناك من يستطيع تغيير قلب ابنه الكبير
و يجعله يظهر ما في قلبه من حنان و طيبة بدلا من قسوة القلب تلك التي ظهرت مع وفاة
أمه ... تذكر الوالد الأم و هو مازال يقول لنفسه : لقد رحلت و أخذت معكي بهجة الأولاد
.. اخبريني كيف استطيع إرجاعها ألان وبدونك ؟؟؟ ... و بينما كان يقول ذلك .. نظر
إلي أمينة التي كانت تلاعب جاسر منذ ركوب السيارة، لقد وجد أنها أعادت البهجة و
الطفولة التي كان قد افتقدها في ابنه الصغير ذو العشرة أعوام .. ابتسم و حاول
التفكير بطريقة تجعل أمينة بالقرب من ابنه حتى يستطيع أن يراه دائما بتلك الفرحة
..
وصلت السيارة لباب القصر ,, اندهشت أمينة من حجم البوابة و المسافة التي لم
نتنهي بعد بين البوابة والقصر، ازدادت دهشتها من الحديقة التي بها العديد من الألوان
الجميلة .. ألوان الزهور و حجم القصر و شكله من الخارج الذي لم تري مثله من قبل ..
نظر إليها الوالد منتظرا أي ردة فعل منها علي ما رأته فإذا به وجدها تقول : ما شاء
الله و سبحان الله ................ ظل متابعا نظرته لها التي بدايتها تعجب و أخرها
ابتسامة عريضة , و قال لها : لقد أحسنوا تربيتك يا أبنتي .... , قالت و الابتسامة
تعلو وجهها من تأثير ما تراه .. شكرا لك يا سيدي و لكن مساعدة جاسر كانت واجب علي.
ظل صامتا مبتسما و لم يخبرها سبب ثناؤه علي تربيتها إلا وهو أنها ذكرت ربها
و سبحته عن رؤيتها لجماله، فغيرها لكانت نظرته الطمع و الجشع كما كان يشهد دائما
من الآخرين ..
نزلوا من السيارة جميعا و ذهبوا إلي الحديقة و جلسوا علي مقاعد كانت تحيط
بطاولة صغيرة و فوقهم مظلة كبيرة تحميهم من الشمس , و كان كل شئ يبدوا أنيقا و
غالي الثمن بالنسبة لأمينة و مع نظرتها كانت دائما تسبح الله و تحمده حتى لا تغتر
نفسها وتطمع بما ليس لها ..
بدأ الوالد بالكلام بعد ضيافة الخدم لأمينة بكوب شاي ساخن قائلا : أنا أشكرك
مرة أخري يا أبنتي , و لكن أنا أريد أن أرد لكي هذا المعروف، فاطلبي مني ما
تريدينه .. نظرت أمينة بابتسامة مصطنعة حيث أنها تضايقت بسبب فهم الوالد الخاطئ
لها و قالت لنفسها : ماذا يحسبني والد جاسر ؟؟ .. هل حسبني حقا من هذا النوع من
البشر الطماع الذي يطلب مقابلا لخير يفعله ؟؟ ... ثم قالت للوالد و الابتسامة
المصطنعة مازالت علي وجهها تاركة كوب الشاي من يدها : يا سيدي أنت ستجعلني أبدو سيئة هكذا .. أنا
فقط يكفيني الاطمئنان علي جاسر، و الآن سأرحل , فإذا بها تهم بالرحيل و تقف .. أوقفها
الوالد بكلامته قائلا : انتظري يا أبنتي قليلا , فأنا لم اقصد أن اجعلكي تتضايقي مني،
أنا فقط أردت جعلكي مثل ابنتي و أساعدك بأي شئ تريدينه .. جلست أمينة قائلة : يا
سيدي أنا سعيدة حقا بقولك هذا و كما قلت إن كنت أبنتك، فما المتعب إذا في مساعدة
أخي الصغير ...
ابتسم الوالد فرحا من معرفته أمينة بزمن كهذا .. ثم قال : حدثيني قليلا يا
أمينة عن نفسك , قالت له أمينة : أني فتاة بسيطة من قرية قريبة من هذه المدينة و
أنا اعمل لأساعد عائلتي .. كما أخبرته عن عائلتها الصغيرة المحببة إلي قلبها و
أيضا عن العمل الذي تقوم به ..
فكر الوالد قليلا ثم قال : إذا بما أنكي تعملين جليسة للأطفال لما لا
تجالسين جاسر؟؟ .. صمت الوالد قليلا ثم تابع بنبرة رجاء هادئة : لأكون صريحا معكي
يا أمينة فأنتي قد أرجعتي لأبني الضحكة و الابتسامة التي افتقدها في أثاء حواره مع
الآخرين , فبعيدا عني كان يتصرف كأنه رجل كبير بعدوانية .. تذكرت أمينة حينها مشهد
قسم الشرطة و تحول شخصية جاسر مما كان عليه معها إلي ما كان عليه مع الشرطي ..
ثم قالت في نبرة مترددة : يا سيدي أنا
لااعل...
قاطعها الوالد قائلا : رجاء لا ترفضي يا أمينة ..
نظرت أمينة للوالد المتلهف لموافقتها ثم ألقت بنظرها إلي جاسر الذي كان قد
ذهب ليقتطف لها بعض الزهور و تذكرت مرة أخري الطفولة التي ذهبت منه في قسم الشرطة
و التي استطاعت هي حسب ما قاله الوالد و حسب ما رأته أيضا إرجاعها , ثم همت بالقول
دون تردد : حسنا، أنا موافقة ..... فرح الوالد كثيرا و اتفق معها أنها ستترك عملها
في المحل أيضا لتقضي وقتا اكبر مع جاسر و أن السائق سيوصلها لهنا ذهابا و يوصلها
أيضا إلي البيت إيابا، و انه سيوفر لها مبلغا مناسبا يريحها كثيرا ..
جاء جاسر معطيا الزهور لأمينة و اخبره والده بالاتفاق و بعمل أمينة هنا
بالقصر كجليسة له .. فرح جاسر كثيرا و قام باحتضان أمينة، تركهما الوالد في
الحديقة ليكملوا اللعب و ذهب لغرفة المكتب قائلا لكبير الخدم : عندما يأتي فارس
إلي هنا فقل له إن يأتي إلي مباشرة ..
في وقت الغروب و بينما الوالد مازال بمكتبه، و أمينة و جاسر يلعبون
بالحديقة .. دخلت سيارة فخمة إلي القصر متوقفة عند الحديقة , خرج منها شاب في أواخر
العشرينات من عمره، وسيم الوجه، طويل القامة، ثيابه أنيقة جدا، تنظر إليه كل خادمات القصر بإعجاب
.. لكن أمينة لم تلحظ شيئا , فقد كانت منشغلة بجاسر و اللعب معه ..
و أثناء دخول فارس الحديقة سمع ضحكة حيوية .. كانت ضحكة فتاة , نظر فإذا
بها فتاة غريبة عنه تلاعب جاسر .. نظر إليها بإعجاب و تعجب من نفسه حيث أنه لا
يستطيع إدارة وجهه بعيدا عنها .. أعجب فارس بحجابها الطويل , و ثوبها الساتر
لجسدها و وجهها الجميل و عينيها الواسعة و التي كان لونها يشبه لون عسل النحل ..
ثم قال لنفسه : من هذه الفتاة ؟؟ و كيف لجاسر اللعب و الضحك معها ؟؟ لم يسبق له قط
فعل ذلك مع احد غير والدي ؟؟ ثم قاطع أسألته لنفسه صوت كبير الخدم و هو يقول :
سيدي أن السيد الكبير يريدك بمكتبك الآن ....
*****************************************
ذهب فارس إلي والده وطرق باب المكتب , فقال والده : ادخل يا بني ..... دخل
فارس قائلا : كيف حالك يا أبي .. قال الوالد : أنا بخير و الحمد لله وأنت يا بني
كيف حالك , رد : أنا بخير و الحمد لله ..
الوالد : لماذا كان هاتفك مغلقا ؟؟؟ اتصلت بك كثيرا و لكنك لم تجب ..
فارس : أسف يا أبي و لكن كان لدي اجتماع مهم للغاية فأغلقته , ثم تابع قائلا : هل حدث شئ ما
؟؟
قال الوالد : في أثناء غيابك عن البيت , خطف أخاك ...
قال فارس و علامات الدهشة تبدو عليه : كيف حدث هذا ؟؟ .. و كيف قمت بإرجاعه
؟؟ .. تابع قائلا : رأيته الآن في الخارج و كان يبدو بخير و علي غير العادة أيضا
كان يلعب و يضحك , فماذا حدث له أثناء غيابه عن المنزل ؟؟؟
ضحكك الوالد قائلا : علي رسلك يا بني .. لا استطيع الإجابة عليها دفعة
واحدة .. فارس : حسنا و لكن اخبرني كل شئ بالتفصيل .
الوالد : أن كنت قلقا عليه هكذا لما لا تذهب إليه و تعبر عن قلقك و حبك هذا لأخيك ؟؟ ... نظر فارس لأبيه ثم اطرق رأسه و لم يجب .... تنهد الوالد قائلا : حسنا .. اختطف أمس و لكن هرب من خاطفيه و تاه بالشارع , ثم وجدته فتاة طيبة و قامت بإبلاغ الشرطة و لم تتركه حتى أتيت إليهم في المركز .. ثم تابع قائلا : انظر، أنها تلك الفتاة التي تلعب معه بالخارج .. نظر فارس من شرفة المكتب الذي يطل علي الحديقة حيث يلعب كل من جاسر و أمينة .. اخذ ينظر إليها و مرة أخري لم يستطع إبعاد نظره عنها و لا يعرف لماذا يفعل هذا ؟؟ حتى أغضبه هذا الشعور ,فقال لوالده : و ماذا تفعل تلك الفتاة هنا؟؟
الوالد : أن كنت قلقا عليه هكذا لما لا تذهب إليه و تعبر عن قلقك و حبك هذا لأخيك ؟؟ ... نظر فارس لأبيه ثم اطرق رأسه و لم يجب .... تنهد الوالد قائلا : حسنا .. اختطف أمس و لكن هرب من خاطفيه و تاه بالشارع , ثم وجدته فتاة طيبة و قامت بإبلاغ الشرطة و لم تتركه حتى أتيت إليهم في المركز .. ثم تابع قائلا : انظر، أنها تلك الفتاة التي تلعب معه بالخارج .. نظر فارس من شرفة المكتب الذي يطل علي الحديقة حيث يلعب كل من جاسر و أمينة .. اخذ ينظر إليها و مرة أخري لم يستطع إبعاد نظره عنها و لا يعرف لماذا يفعل هذا ؟؟ حتى أغضبه هذا الشعور ,فقال لوالده : و ماذا تفعل تلك الفتاة هنا؟؟
لاحظ الوالد ما يدور بعقل ابنه و لكنه تظاهر بالجهل قائلا : و لما هذا
الغضب ؟؟ .. ثم تابع قائلا : لقد قمت بتعينها جليسة لجاسر , حيث انه أحبها كثيرا ,
و كما تري الآن التغيير الذي حل عليه و ملامح الطفولة التي رجعت مرة أخري بفضل أمينة
.. جاسر : اسمها أمينة ؟؟